منتدى الاتحاد العربي للاعلام الالكتروني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وقفة ربما تكون الأخيرة والأستفادة من الفنون الأخرى

اذهب الى الأسفل

وقفة ربما تكون الأخيرة والأستفادة من الفنون الأخرى Empty وقفة ربما تكون الأخيرة والأستفادة من الفنون الأخرى

مُساهمة من طرف الأمانة العامة السبت أغسطس 16, 2008 11:00 am

وقفة ربما تكون الأخيرة
وقفة ربما تكون الأخيرة والأستفادة من الفنون الأخرى %D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9+%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D9%8A%D8%A9+%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B2%D9%82+%D8%A3%D8%A8%D9%88+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7

والأستفادة من الفنون الأخرى
أحمد عبدالرازق أبو العلا


(حسين راشد) فنان تشكيلي وشاعر , يكتب القصة القصيرة مستفيداً من اللونين السابقين, استفادة كبيرة , نراها تنعكس على طريقته في التناول ومعالجة الموضوع , فهو يأخذ من الشعر بعض خصائصه ليضعها ويستفيد منها في قصصه , ومن هذه الخصائص : المجاز الشعري, الذي يمكن أن يعكس المفارقة . والإيجاز , ورسم الصورة الدلالية , ويأخذ من الفن التشكيلي آداة استخدام اللون , وبه يقدم لوحة قصصية هي أقرب إلى الفن التشكيلي منها إلى القصة القصيرة بمعناها الفني .. استفادته من تلك الأدوات بعدًا جيداً في قصصه, فقط هو في حاجة لترويض بعض هذه الأدوات . بحيث يكون استخدامها في صالح التجربة , وليس ضدها , فعلى سبيل المثال , نراه حين يوغل في الشعرية , يبتعد كثيراً عن جوهر القصة القصيرة الذي يعتمد على النثر أكثر من اعتماده على الشعر, وكذلك عندما تستغرقه اللغة , ويتأثر بألوان الفن التشكيلي , نراه يبتعد عن جوهر القصة – كما ذكرنا- وتكون معالجته أقرب إلى اللوحة القصصية, وهناك فرق بالطبع بين الأثنين, حين تستغرقه أدوات الفن التشكيلي, نراه يقدم قصصاً سريالياً, لإعتماده على تدفق اللا وعي, أكثر على تدفق تدفق الوعي الكامل ,الذي يخاطب عقل المتلقي, ويترك تأثيراً ما , هو هدف القصة , أو هو هدف الكتابة , ونشعر أنه حين يعطي الذهن حريته في الحركة أثناء العملية الإبداعية, ويبتعد – نتيجة لذلك – عن قيود العقل والمنطق , فنراه يقدم قصصاً تبدو أشبه بالأحلام , والكوابيس, وأبعد ما تكون عن الواقع.

هذه المعالجة تكشف عن عالم يعتمد على التداعي الذهني الحر . غير المحكوم بمنطق , ويتجلى هذا في قصصه ( وقفة ربما تكون الأخيرة – ومضات رشيقة – عود الكبريت) وتضرب نموذجاً للمزج الشعري المتماهي مع نسيج السرد القصصي. في قصة ( لحظة صدق ) يقول :-

( محاليل الصمت الملقاة على المنضدة .. تفوح منها رائحة الذكرى, وتسيل من فوهة زجاجة العطر التي أهداها لها شخص مجهول يوم ولادتها , تقف أمام المرآة مرات ومرات .. تحادث زجاج مرآتها الذي أبى أن يعكس صورتها هذه المرة .. تسأله تكراراً عن سبب حجبه لصورتها وعن الشخص المجهول الذي أعطاها زجاجة العطر.!!!.).

وعن تأثره بالفن التشكيلي نقرأ في قصة ( لوحة عاهرة) ” كعادتي حين أشعر بالتعب .. أبحث عن مشوار طويل كي يجعلني منهكاً. فأعود للمرسم . أبحث عن مخدعي .. أستلقي على فراشي المهرول دائماً .. فأغيب عن الدنيا بضع ساعات وربما أيام , سرت نحو حامل الرسم أحادث لوحاتي التي عاشت معي سنواتي بلا ملل .. لم يشك أي منا للأخر .. فكلانا يعرف أنه مصنوع من شئ ما .. ربما اختلفت المواد .. لكننا نعلم جيداً أننا من أصل واحد .. أخذتني لوحة شوهتها بفرشاتي يوما ما “”.

وهناك عدد من القصص , نجح فيها الكاتب حين استطاع أن يعبر عن مشاعر شخوصه الداخلية . ليس بمعزل عن مشاعره الخاصة . بل جاء التعبير عن تلك المشاعر متصلاً , بالقدر الذي يبين أن الهم الإنساني واحد .

توحد الكاتب مع الشخصية المحورية, يعكس ذلك الحس التعبيري, الذي يقوم على تشويه الواقع , ويقوم على المبالغة , ويعمل على خلط الواقع بالحلم .

والرموز ويستخدم – احياناً- النبرة الإنفعالية, أنه يضع أنسان تلك القصص في مواجهة حادة مع المتناقضات, والصراعات التي يعيشها , ويتخذ الكاتب من الرؤى الذاتية , والحالات النفسية , مادة لموضوعاته القصصية , يتضح هذا في قصص { ومضات رشيقة – طبيب فاشل – لوحة عاهرة – لحظة صدق – حلم بلا روح – رحل دون أن يدري – لن أرتدي الأبيض} وهناك قصص تتعارك بموضوعاتها مع الواقع , معاركة فاعلة ومباشرة , ومنها قصص ( ورقة من عمر إمرأة - مدمن – موعد مع الميعاد – لن أرتدي الأبيض)

وتعد قصة (لن أرتدي الأبيض) من أنضج قصص هذه المجموعة , لتوفر الحس الإنساني العالي , والقدرة على تقديم شخوص تعكس نوازع متباينه , وتقديم رؤية ذات مدلول سياسي بسيط وعميق .

والمجموعة تعكس تنوعاً من زوايا المعالجة الفنية , وتنوعاً من ناحية اختيار الموضوعات . وتنوعاً في الشخوص , وقصص المجموعة الثماني عشرة , تبين أن الكاتب ( حسين راشد) ليس كاتباً ناشئاً, بمعنى أن تجاربه ليست إرهاصات كما نلاخظ ذلك عند معظم الناشئة , لكنها تعكس وعياً كبيراً بطبيعة الإبداع القصصي , وخصوصية المعالجة . وتلك ميزة تحسب للكاتب . صحيح أن هناك بعض القصص التي من الصعب عليك أن تصل فيها إلى دلالة واضحة , خاصة تلك القصص التي اقتربت من اللوحة أكثر من اقترابها من القصة بمفهومها الفني , ربما بسبب تأثر الكاتب بطبيعة عمله الأول ( الرسم) ولكن مع ذلك نستطيع أن نقول : أنه قادر على معاركة الواقع معاركة جيدة , على كل المستويات السياسية والإجتماعية والإنسانية , وهذا يحسب له , وسوف نرى تأثيره في أعماله القادمة بإذن الله .

أحمد عبدالرازق أبوالعلا

جريدة العربي الناصري العدد (1076) بتاريخ 16 سبتمبر2007
[
الأمانة العامة
الأمانة العامة
Admin

عدد الرسائل : 68
سبب الانضمام : مؤسس الاتحاد
تاريخ التسجيل : 06/07/2008

https://auem.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى