منتدى الاتحاد العربي للاعلام الالكتروني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

من حكايات التراث الشعبي الفلسطيني ( حكاية : الشطارة في الصبر)

اذهب الى الأسفل

من حكايات التراث الشعبي الفلسطيني ( حكاية : الشطارة في الصبر) Empty من حكايات التراث الشعبي الفلسطيني ( حكاية : الشطارة في الصبر)

مُساهمة من طرف أ . تحسين يحيى أبو عاصي الأربعاء أغسطس 13, 2008 2:01 pm

حكاية شعبية فلسطينية
الشطارة في الصبر
على لسان الآباء والأجداد
جمع وبحث وكتابة
تحسين يحيى أبو عاصي – فلسطين-
tahsseenn2010@hotmail.com

***********************
كان أيام البلاد في الثلاثينات ، وفي قرية من قرى جنوب فلسطين اسمها قرية الكوفخة ، وهي قرية تقع بين مدينتي غزة وبئر السبع ، كان ثلاثة من الجيران
وكان لكل جار منهم مارس من الأرض أو مِقْتاة ، يُقدر بثلاثين دونما ، كان الثلاثة يسكنون في مارسهم ، يخرجون كل يوم من بزوغ الفجر إلى غروب الشمس يزرعون ويحصدون ، ويفلحون ويعيشون الحياة الهادئة الآمنة ، يسود بينهم الحب والتآلف والإحترام ، يأكلون ويبيعون من مارسهم ، ويُربُّون الطيور والحيوانات ، ولا يحتاجون السوق في كثير ولا قليل ، وكان لكل واحد منهم مجموعة من الشباب الأقوياء ، هم أبنائه وثمرة فؤاده .
وفي يوم من الأيام ، أقبل راع ٍ بقطيع ٍ من الأغنام على المارس الأوسط ، فعاث بأغنامه تحطيما وإتلافا فيه ، انتبه صاحب المارس إلى الراعي والغنم يعيث في زرعه تخريبا ، ولم يتكلم ببنت شفه ، وفجأة طلب صاحب المارس من الراعي أن يبيعه رأسا وافيا من رؤوس الأغنام ، استلم الراعي ثمن ما باعه وانصرف عائدا بأغنامه ، نادى الرجل صاحب المارس على أبنائه الشباب ، وكانوا في مكان من المارس يبعد عنه قليلا بحيث لم يروا ما حصل من الراعي ، نادى عليهم وقال لهم : يكفي اليوم عمل ، انهوا أعمالكم وتعالوا للطعام ، تساءل أبناؤه بينهم عن أمر لم يعتادوا عليه ، فمنذ سنوات طويلة وهم يعملون من الفجر وحتى غروب الشمس ، أما اليوم فالأب يطلب منهم أن ينهوا أعمالهم وقت الضحى ، واعتبروا ذلك أمرا غريبا لم يعتادوا عليه من قبل سألوا أباهم عن الأمر فأجابهم : نريد أن نتناول طعام الغداء ونأخذ قسطا من الراحة معا .
وفي اليوم الثاني أقبل الراعي ذاته ، على مارس الأرض المجاورة للرجل من ناحية اليمين ، وفعل بأغنامه ما فعله مع الجار السابق بالأمس ، صرخ عليه صاحب المارس مزمجرا متوعدا : كيف تدخل بأغنامك مارسي وتعيث بزرعي تخريبا وتحطيما ؟ جاء الراعي مسرعا وصفع صاحب المارس على وجهه ، رأى أولاده الشباب ما حدث مع أبيهم ( صاحب المارس ) فانطلقوا إليه مسرعين وأردوه قتيلا .
سمع الجار الأوسط بالخبر، وهو الذي عاث الراعي بالأمس في أرضه ، جمع أولاده وقال لهم : انظروا ، هذا بالأمس كان يريد أن يموت على أيدينا ولكن الله سلَّم ، والشطارة في الصبر .
وفي مرة ثالثة ، أقبل فارس فوق فرسه : واقتحم مارس الجار الآخر من يساره ، ترجل الفارس من على فرسه ، وبدأ بقطف من الثمار ويضع في سرج فرسه ،
على مرآى ومسمع من صاحب المارس ، لم يتكلم صاحب المارس بكلمة واحدة ، وطلب من أبنائه التزام الهدوء وعدم التعرض له ، حمل الفارس ما جمع من الثمار فوق ظهر حصانه وسلاحه عن يمينه ، ثم سار مسافة مائتي متر وإذ بصوت طلقات من الرصاص تدوي في المكان ، انطلق الرجل وأبناؤه نحو صوت الرصاص ليجدوا الفارس جثة هامدة يسبح في دمه ، وقد كان يعبث في سلاحه قال الأب لأبنائه : انظروا لو لم تصبروا عليه قليلا لمات على أيديكم ، والشطارة في الصبر .
من فم رجل اقترب على المائة عام

زياراتكم وتعليقاتكم شرف كبير لي
www.tahsseen.malware-site.www مدونتي واحة الكتاب والأدباء المغمورين

أ . تحسين يحيى أبو عاصي
عضو جديد
عضو جديد

عدد الرسائل : 8
العمر : 70
سبب الانضمام : المزيد من المعرفة والخبرة وتحقيق الفائدة في مجال الكتابة والعلاقات الثقافية والأدبية العامة وفتح آفاق جديدة
تاريخ التسجيل : 06/08/2008

http://www.tahsseen.jeeran.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى