منتدى الاتحاد العربي للاعلام الالكتروني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شوراع المدينة

اذهب الى الأسفل

شوراع المدينة Empty شوراع المدينة

مُساهمة من طرف المحامية مناني فراح الأحد أغسطس 10, 2008 2:03 pm

تجولت في شوارع المدينة، و رميت بنظري أين تركض التعاسة بمن كتب عليهم العيش بألم

،حين تستبدل حياة الورود بالشوك الجارح،و حين يطمس المال على عيون تأملت النور و قادته إلى جهل الجحيم .

سأكتب صفحات أخرى في رواية لعلها تنبض في الآخرين ،أيها الناس لقد إنطفا سراج النور و الخير،و أصبح الباطل و الشر قوة متحدة و المال مجد و الظلم شعار،لكن لماذا؟؟؟

مهما طال الزمن فلا بد من عقاب،فقد تغيمت الأيام و انتحرت الساعات،لقلوب انفطرت من تبخر ضياع الحقيقة.

فعندما تتحدث الدنيا يصمت الزمن،و حين يتكلم الزمن يخاف التاريخ من التدوين،فيتوقف القلم و يتعذب الألم و يذوب الحزن ،و يتجمد القلب و يتغير لون الفرح ،و تصرخ الأشواق و تتحدث السنوات عن ما عاشته من ثواني الفقدان ،و لم ينسى الإرتياح أنه لم يذق طعم الهناء ،فلم يحتمل جرح ليس له آخر .


أما الدنيا فقد ركضت لتنتهي المآسي في بطون البشر ،بعد أن أصبح المجتمع أكثر فسادا و عنفا،و الطبيعة احتضنت في حضن دافئ علها تجد نورا يشق لها طريق إلى القمر الكئيب ،عندما سمعت صراخ قلوب تعذبت و أفواه تجمدت و أقلام توقفت،و ليالي سئمت و سماء تلبدت و بحر غاص في أعماق نفسه،لرؤيته أرواح ضائعة في متاهات دموع يقطرها الحزن ،و تجلدت بكآبتها .

لكنها تجلت بنعمة الصبر و تذوقت مرارة الفراق ،و مرارة الغدر و الخداع،مرارة العذاب الذي ليس له بداية و لا نهاية، مرارة بحزن لا يجف و قطعت بذلك مراحل أخرى من العمر.

من هنا تمر الليالي و يفتح ستار ليل آخر، حين مالت الشمس للبزوغ و كان للعمر بقية،و للتوبة رجاء ،و للندم ندم و عذاب،و للموت صوت عناء و للجروح دواء.............


في نصف الطريق ،خلف جبل أسرار الحياة،توقف القطار و ذهب بجراحه إلى منحدر خطير و صرخ بأعلى صوته سأفجر نفسي،بالرغم من أن المسافة لم تكن بعيدة عن تحقيق الأحلام ،لكنه اصطدم بالواقع و أوشك على الانفجار،فسار بمن كان فيه في الظلام و لم يجد راكبيه طريق فجوة تقودهم لفجر جديد .

تمزق سكون الليل الرهيب،من جزيرة الهلاك التي نبضت في داخل الضمير ،فقادت بذلك إلى صناعة المستحيل و بعد فوات الأوان تعطلت الفرامل و أصبح لا يملك القوة للتوقف ، هي شرور تتحكم في قلوبنا و في إرادتنا و أعمالنا ،فان كان هناك قلوب تنبض شرا توقد نارا للشر،فهناك قلوب تنبض خيرا و توقد صاروخا من نور الخير .

هذه القلوب نبضت لتهزها آية في كتاب الله ،فطارت شوقا للقائه ،أما القلوب الأخرى فقد بكت لأنها ضيعت عليها نصيبها من الآخرة ،فتهب لتلحق شيئا قبل فوات الأوان لمن أهدته الحياة حياة جديدة.

إخوتي ،أخواتي سالت الأقلام لتعلم أن الدنيا لا تساوي ذرة حجر ،فإنها لا تساوي شيئا ،لأن الحياة ممكن أن تنتهي و نحن بأي لحظة على غفلة،و ليس الغنى بالمال بل غنى الإنسان في ما يملكه الإنسان من الصحة و راحة البال و تقوى الله.


الدنيا علمتنا أن من يزرع الثوم لا يجني ريحان ،الدنيا علمتنا أن عقب العمر موت ،الدنيا علمتنا أن هناك نفوس تغير نفوس و تخضع رؤوس ،لكن علمتنا أن الذي معدنه من ذهب يبقى ذهب ،و الذي معدنه حديد يتغير لونه و يتصدأ.

لقد ختم الموت مأساة الظالمين و الكثيرين ،و عنف الريح تجزأ على شر البشر ،الذين لم تكن لمنعطفات قلوبهم شيفرة للخير سوى شيفرة الشر، الموت ألبس الليل ثوب من النجوم و جلس فوق موج البحر يحكي و يروي للنجوم قصص عذاب البشر،و شوق نسيم الشر الذي بنى لهم قصور من الجليد بحلاوة حياة عطرة،و ألهم القلوب الضعيفة لذة حياة دائمة ،و نسوا بذلك خاتمة البشر أنها الموت .

لقد أجلسهم في مركبته البديعة بألوان أخرى ،حين حانت ساعة الغرق في بحر مؤلم و مر من الحياة العزيزة، ارتعدت القلوب ووقفت بين التأمل و التألم، و بين الصراخ و المناجاة، لكن كانت النتيجة أعلن ،عندما عصفت عاصفة على مكان الشر في القلب البشري ،الذي لطالما وقف ساخرا من الحياة و من قدرة الجبار (الله)،و ظن أنه يعزف أنشودة الخلود فما كانت هي إلا نهاية لكل ظالم ،متجبر ،ضال،منحرف ،عن الحياة .

لقد لعب الانسان بالدهر لعبا كثيرة، لكنه نسي أن الدهر لعب به لعبة واحدة في دقيقة، علمته كيف قسى على الضعيف ،و حرم المسكين و خدع الصديق و ظلم المظلوم،و خان الأمين و قتل الحبيب و خان الرفيق ،و تجبر على الخالق و المخلوق،و نكر نعمة الله،و لهف على دنيا لها آخر......


هذه هي الحياة ،فهل من الأفضل للإنسان أن يقود عمره إلى موت حقير، أو يكون مسرورا تقيا فائزا بجنة الخلد و رضا الخالق و المخلوق،فيا ابن آدم تعلم من معادلات الحياة :

فلا مال يدوم ،و لا ظلم ينفع،و لا حرام و لا شر يرفع الدرجات ،إنما من تدوم سوى الخيرات ....هكذا تقول الحياة : الحياة بضع ثوان فلا أحد فان.
قال صلى الله عليه وسلم عن الدنيا:
[ مالي وللدنيا, ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف ,
فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار , ثم راح وتركها ] رواه الترمذي.
أرجوا من الله أن يختم أخرتنا بالخير و على ما يقبله و يرضاه .
بقلم الأستاذة مناني فرح-الجزائر
عن رواية العاقر الولود -لم تنشر بعد
المحامية مناني فراح
المحامية مناني فراح
عضو جديد
عضو جديد

عدد الرسائل : 6
العمر : 40
الموقع : mfarah2.3maktoobblog.com
سبب الانضمام : التخصص المهني في الحقل الإعلامي الإلكتروني
تاريخ التسجيل : 10/08/2008

http://mfarah2.maktoobblog.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى